بحـث
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 80 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 80 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 385 بتاريخ الخميس أكتوبر 24, 2024 10:06 am
الثقافة العربية والعالمية:
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الثقافة العربية والعالمية:
من الصعب تعريف ثقافة عالمية واحدة مع أن المفهوم الدارج هو الثقافة الغربية لسعتها وهيمنتها على الكثير من نواحي الفكر والحضارة وعوامل السيطرة. ويمكن تقسيم خريطة الثقافات العالمية حاليا الى 7 توجهات أساسية وفرعية:
1-3 الثقافة الغربية بأسسها الدينية والقومية والعلمانية:واهم محركاتها الثقافة الرأسمالية مقابل الاشتراكية خلال القرن الماضي والثقافة الليبرالية مقابل المحافظة في الوقت الحالي. وفي أحيان أخرى أخذت محركات قومية في حالة الحروب العالمية.
وتتميز الثقافة الغربية بشكل عام بالأساس المسيحي فيما يخص التبعية للأديان السماوية والفكر والتراث الديني الذي يعتمد فكرة الخالق واندماجه بالمخلوق والتعددية ضمن التوحيد. والمتأثر باليهودية حديثا فيما يخص التميز والعنصرية وفكرة الشعب المختار.
وقد تأثرت الثقافة الغربية بدرجة هامة بأسس الحضارة الإغريقية فيما يخص قيم الديموقراطية والفكر المنطقي. وتعتمد على الحضارة الرومانية بدرجة مشابهة في تقديس القوة واحترام التعبير المادي للحضارة كمقياس على تفوقها أو استمرارها.
4-5 مقابل الحضارة الغربية نجد الثقافة الصينية متداخلة مع الهندية في الأساس البوذي الذي يعتمد فكرة التكامل مع الكون وتعاظم قيمة المجموع وتضاؤل الفرد وفكرة الحكمة الدائمة واستمرار التجدد من خلال وعي كوني متغير التركيب وثابت الإطار بنفس الوقت. وتقوم الثقافة الصينية على الصبر والحكمة والسلم والانغلاق بشكل عام وتتميز بعدم التوسعية.
ومع أن الحضارة الهندية خليط ومزيج من الثقافات الصينية والهندية مع التأثيرات الإسلامية إلا أن بقايا الفكر الهندي القديمة تبقي بارزة من خلال بقاء مفاهيم التعددية المالانهائية ضمن التوحد ولعل الهند بتركيبتها السكانية والفكرية تعكس هذا التعدد ضمن المفهوم الشمولي.
6- ونجد الثقافات القديمة المنقرضة والموروثة: وتشمل الثقافات الفرعونية والعراقية والسورية والتي ورثتها الثقافة العربية الإسلامية.
7- وتتميز الثقافة الإسلامية بفكر يقوم على عقيدة توحيدية صارمة الوضوح وتقبل الأخر ضمن عهود ومواثيق تعامل محددة المعالم. وتركز كثيرا على تميز الفرد في خدمة المجموع والمجموع لخدمة الخالق. وحيث تعتبر الحضارة العربية وريثا طبيعيا للثقافات البائدة ضمن محيطها فقد تم استيعاب مفاهيم حضارة النهرين والنيل والإغريق وحتى الرومانية ضمن ملاءتها الأوسع.
وأدى كل ذلك لظهور حضارة سائدة تدين بدين واضح المعالم والأسس. لكن الميراث البعيد والسحيق المتعدد خلق حالات من التداخل والجدل الدائم مع الدين الجديد. وتم تداخل في كثير من الحالات فقد أصوله بحيث يصعب أحيانا تمييز الإرث الحضاري من الديني.
تتميز حضارة العرب المسلمين بتقديس الخالق وعبودية الفرد له واحترام الإنسان ضمن هذه العبودية. وتمجيد الحاكم, واستخدام العلم للمنفعة, وتشجيع التضحية والفروسية, والتركيز على المعاملات والأخلاق الفردية والوزن الكبير لشرف المرأة وفكرة العرض واختلاط ذلك بفكرة الشرف العام.
ومع أن التاريخ السياسي للحضارة الإسلامية يبدو دمويا في الكثير من جوانبه إلا أن الميراث التعاملي يبدو متطورا بالمقارنة.
ولو تم إعطاء نظرة عميقة وتقويمية لأهم جوانب التطور في المجتمع العربي الإسلامي فربما نجد التطور الاجتماعي والمعاملات الأول في ذلك. حيث نرى مستويات متطورة التعريف لعلاقة الفرد بالمجتمع وعلاقات الأسرة. ويبدو أن هذا الجانب هو أكثر ما يتمسك به الإنسان العربي أمام الثقافات الأخرى.
من المألوف مثلا أن تجد شخصا متميزا عاش معظم عمره بالغرب ووصل الى درجات عالية من الاندماج في ذلك المجتمع لكنك تجده متمسكا بشكل اكبر من العادي بثقافته الأصيلة وسلوك أبنائه. حتى اليهود لا يصلون لهذه الدرجة. فمع أن اليهود يعتبرون أنفسهم شعبا مختارا ومميزا إلا أنهم أكثر قبولا لمفاهيم الغرب الاجتماعية واندماجا معها.
مقارنة عامة بين الثقافة العربية والغربية:
من الصعب وضع التقسيم بين الحضارة والثقافة العربية والعالمية بسبب تعدد أوجه الحضارة العالمية. ولمقارنة أفضل وخاصة أنها تمثل حالة الاحتكاك الرئيسة مع الثقافة العربية نجد من المهم تقييم الأمر مقارنة بالحضارة الغربية.
هناك أمور مشتركة بين الحضارة العربية والغربية أهمها المنبت الديني والتراث الإغريقي والروماني المشترك. حيث شئنا أم أبينا نشترك معا في احتلال روما الطويل لحوض المتوسط والإغريق من قبلهم وتأثرهم السابق بالحضارة المصرية والعراقية. وبالمقابل فقد تم استيعاب الفكر الديني المسيحي من قبل الدولة البيزنطية وتمت محاولة قسطنطين توحيد الشرق بالغرب من خلال الدين والقسطنطينية. وحاول الاسكندر من قبل ذلك توحيد الشرق والغرب من خلال الزواج وربما نجح في ذلك أكثر من قسطنطين. وبعد ذلك نرى التوسع الإسلامي في الأندلس والتركي في شرق أوروبا واثر ذلك على الحضارة الغربية الحديثة.
أما أمور الاختلاف فتبدو منطلقة من الفرق العرقي فالغرب يعتبر نفسه جنس آخر يختلف عن الجنس السامي وقد استمر هذا الاختلاف خلال عصور المد الإسلامي أو التراجع وتغلف في النهاية بمنظومة جديدة للدين والفلسفة الغربية تشكل شبه نقيض للثقافة العربية الإسلامية.
لا يمكن إنكار التاريخ الدموي الطويل مع الغرب بشكل عام ومن الصعب تجاوز الحروب الصليبية وامتدادها مع فرسان القديس جون في مالطا واحتلال ليبيا ومن الصعب فصل ذلك عن الهجمة الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين. بل نرى الآن توجها نحو هجمة استعمارية جديدة.
العلاقة بشكل عام صراعية تشترك في الأسس الفكرية وتختلف في العنصر. ورغم ذلك استطاع اليهود اختراق الحاجز العرقي والديني ويهيمنون بشكل اكبر من حجمهم على منابت الفكر الغربية بل حتى مواقع القرار. فماذا يعني ذلك. كيف يستطيع الشبيه العرقي ( السامية افتراضا) للعرب اختراق الحاجز الثقافي والديني للغرب بينما تستمر العلاقة صدامية بين الإسلام والغرب.
الأسباب لا شك كثيرة: أهمها حجم الحضارة الإسلامية وتوزعها الجغرافي وتكوينها الحضاري التاريخي. الحضارة الإسلامية تمثل حضارة أصيلة في هيكل الحضارة العالمية بينما اليهودية تمثل كيانا طفيليا يعيش معتمدا على كيان آخر أصيل. فلو انقرض الغرب الآن لبحث اليهود عن حضارة أصيلة أخرى للانتفاع بها والاستفادة منها وهذا ما كان خلال سيادة الحضارة الإسلامية في أسبانيا.
الاختلاف بين الحضارة الإسلامية والغربية له أساس عرقي نما مع الوقت لنموذج خلاف ديني وتكونت مفاهيم معادلة صفرية بينهما. فإذا كسب الغرب يكون ذلك عادة عند تأخر المسلمين أو على حسابهم. وإذا كسب المسلمون يبدو ذلك على حساب الغرب. فهل يمثل ذلك حالة طبيعية أم أن هناك جانبا مخفيا.
لا شك أن هناك اختلافات جوهرية لكن كان هناك أيضا عصور من التفاهم والتعايش. ولو نظرنا للأسس المنطقية للفكر الإسلامي تراه مشتركا مع الغرب في الفكر الإغريقي. ولو حاولنا المقارنة الدينية لوجدنا الكثير من التشابه.
وهذا يعيدنا الى مقولة أن الصراع ينطلق من مواقف عرقية تجذرت بشكل مفاهيم تناقض رغم وجود المشترك. وذلك لا يعني ضرورة الصراع أو التعايش.
كيف يفهم الإنسان العربي معادلة الصراع أو الحوار:
فمن الناحية الفكرية والثقافية لا يكفي الاكتشاف الموضوعي للتشابه والمشترك. الأهم هو تكون الانطباع لدى الجمهور بمثل ذلك. وفي مرحلتنا الحالية لا يبدو أن الجماهير المسلمة أو الغربية تسير باتجاه التفهم بل إن صدام المرحلة يؤجج نار الصراع. وهذا يلزمنا تفسير الخارطة السياسية وكيف تتفاعل:
هناك مفهوم سائد على المستوى الشعبي العربي أن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص يستهدفون الإسلام والمسلمين والعرب ويطمعون في نهب ثرواتهم وتهديم معتقداتهم.
على مستوى الأنظمة هناك وقائع ومعطيات تؤكد الظن الشعبي وهناك قبول للموقف الغربي يتراوح بين قبول العاجز أو تعاون المتآمر.
على مستوى القوى السياسية والنخبة الثقافية هناك قناعة بصحة الإحساس الشعبي لكن هناك تيارا صغيرا متنفذا يعتقد بان مفاهيم الحضارة العربية الإسلامية قديمة ومن الأفضل استبدالها بمفاهيم عصرية تتناسب مع الطرح الغربي. وهناك قوى معارضة للاستسلام للطرح الغربي تتراوح بين المقاوم باعتذار الى المقاوم بانفصام تام عن الواقع.
وكما يبدو فان الظن الشعبي صحيح مع أن هناك تفاوت في ردود الفعل. وبشكل عام هناك شلل على المستوى الفعلي لإيجاد سياسة رد مناسبة ومعبرة عن محتوى الثقافة الإسلامية.
كيف يفهم الفلسطيني معادلة الصراع والحوار:
بالنسبة للفلسطيني المسالة مختلفة نوعا ما ومن الطبيعي أن تختلف الشعوب العربية الإسلامية حسب موقعها وتجربتها.
الفلسطيني يرى الدور الإسرائيلي واضحا في السياسة الغربية وهو يدفع ثمن هذا الدور من حياة أبنائه ومن مستقبله السياسي والعلاقة بين الثمن الذي يدفعه الفلسطيني والدور الإسرائيلي تجعل الفلسطيني يفكر دائما بوسائل الخروج من الزجاجة. وبشكل عام فان تجربة الفلسطيني المريرة تجعل ردود فعلة تجارب للاختبار وقد تعلم الفلسطيني كثيرا.
تعلم أولا أن الصراع ليس سياسيا أو على الأرض فقط وإنما صراع وجود مادي وثقافي. وبينما يتعرض الفلسطيني لمعركة الإذابة الحضارية أو التهجير فان الصمود الفلسطيني يحمل معادلة التوازن بين البقاء والمقاومة على المستوى الفكري وليس المادي فقط.
وقد نتج عن ذلك مفاهيم جديدة تعرف الصمود بشكل لا ينطبق بالضرورة مع المقاومة المسلحة مع انه يشترك معها بمساحة شاسعة. مع الأخذ بالاعتبار أن فكرة الصمود اشمل.
الفكرة الأخرى الراسخة في الذهن الفلسطيني هي زوال الاحترام الفكري للمحتل مع أن العادة أن تميل الشعوب المستعمرة لتقليد أعدائها في الكثير من سلوكهم وتقدر بشكل غامض وضمني حضارة الخصم( مثلما هي الحال مع الاستعمار الأوروبي في العالم العربي فمع أننا جميعا نهاجم الغرب الاستعماري إلا أن الكثيرين يحبون مكتشفات الغرب وإبداعه العلمي والتكنولوجي).
بالنسبة للفلسطيني فقد مرت فترة الدهشة والإعجاب المتخفي واستبدلت في الانتفاضات المتتالية منذ عام 1987 بحالة كراهية واحتقار حقيقي. والسبب اكتشاف الفلسطيني مدى خداع وكذب العدو ومدى انحطاط وسائله وكيف يسرق حق الأخر ويعمل بمفاهيم تتناقض مع كل ما يدعي انه المثل الأعلى له.
1-3 الثقافة الغربية بأسسها الدينية والقومية والعلمانية:واهم محركاتها الثقافة الرأسمالية مقابل الاشتراكية خلال القرن الماضي والثقافة الليبرالية مقابل المحافظة في الوقت الحالي. وفي أحيان أخرى أخذت محركات قومية في حالة الحروب العالمية.
وتتميز الثقافة الغربية بشكل عام بالأساس المسيحي فيما يخص التبعية للأديان السماوية والفكر والتراث الديني الذي يعتمد فكرة الخالق واندماجه بالمخلوق والتعددية ضمن التوحيد. والمتأثر باليهودية حديثا فيما يخص التميز والعنصرية وفكرة الشعب المختار.
وقد تأثرت الثقافة الغربية بدرجة هامة بأسس الحضارة الإغريقية فيما يخص قيم الديموقراطية والفكر المنطقي. وتعتمد على الحضارة الرومانية بدرجة مشابهة في تقديس القوة واحترام التعبير المادي للحضارة كمقياس على تفوقها أو استمرارها.
4-5 مقابل الحضارة الغربية نجد الثقافة الصينية متداخلة مع الهندية في الأساس البوذي الذي يعتمد فكرة التكامل مع الكون وتعاظم قيمة المجموع وتضاؤل الفرد وفكرة الحكمة الدائمة واستمرار التجدد من خلال وعي كوني متغير التركيب وثابت الإطار بنفس الوقت. وتقوم الثقافة الصينية على الصبر والحكمة والسلم والانغلاق بشكل عام وتتميز بعدم التوسعية.
ومع أن الحضارة الهندية خليط ومزيج من الثقافات الصينية والهندية مع التأثيرات الإسلامية إلا أن بقايا الفكر الهندي القديمة تبقي بارزة من خلال بقاء مفاهيم التعددية المالانهائية ضمن التوحد ولعل الهند بتركيبتها السكانية والفكرية تعكس هذا التعدد ضمن المفهوم الشمولي.
6- ونجد الثقافات القديمة المنقرضة والموروثة: وتشمل الثقافات الفرعونية والعراقية والسورية والتي ورثتها الثقافة العربية الإسلامية.
7- وتتميز الثقافة الإسلامية بفكر يقوم على عقيدة توحيدية صارمة الوضوح وتقبل الأخر ضمن عهود ومواثيق تعامل محددة المعالم. وتركز كثيرا على تميز الفرد في خدمة المجموع والمجموع لخدمة الخالق. وحيث تعتبر الحضارة العربية وريثا طبيعيا للثقافات البائدة ضمن محيطها فقد تم استيعاب مفاهيم حضارة النهرين والنيل والإغريق وحتى الرومانية ضمن ملاءتها الأوسع.
وأدى كل ذلك لظهور حضارة سائدة تدين بدين واضح المعالم والأسس. لكن الميراث البعيد والسحيق المتعدد خلق حالات من التداخل والجدل الدائم مع الدين الجديد. وتم تداخل في كثير من الحالات فقد أصوله بحيث يصعب أحيانا تمييز الإرث الحضاري من الديني.
تتميز حضارة العرب المسلمين بتقديس الخالق وعبودية الفرد له واحترام الإنسان ضمن هذه العبودية. وتمجيد الحاكم, واستخدام العلم للمنفعة, وتشجيع التضحية والفروسية, والتركيز على المعاملات والأخلاق الفردية والوزن الكبير لشرف المرأة وفكرة العرض واختلاط ذلك بفكرة الشرف العام.
ومع أن التاريخ السياسي للحضارة الإسلامية يبدو دمويا في الكثير من جوانبه إلا أن الميراث التعاملي يبدو متطورا بالمقارنة.
ولو تم إعطاء نظرة عميقة وتقويمية لأهم جوانب التطور في المجتمع العربي الإسلامي فربما نجد التطور الاجتماعي والمعاملات الأول في ذلك. حيث نرى مستويات متطورة التعريف لعلاقة الفرد بالمجتمع وعلاقات الأسرة. ويبدو أن هذا الجانب هو أكثر ما يتمسك به الإنسان العربي أمام الثقافات الأخرى.
من المألوف مثلا أن تجد شخصا متميزا عاش معظم عمره بالغرب ووصل الى درجات عالية من الاندماج في ذلك المجتمع لكنك تجده متمسكا بشكل اكبر من العادي بثقافته الأصيلة وسلوك أبنائه. حتى اليهود لا يصلون لهذه الدرجة. فمع أن اليهود يعتبرون أنفسهم شعبا مختارا ومميزا إلا أنهم أكثر قبولا لمفاهيم الغرب الاجتماعية واندماجا معها.
مقارنة عامة بين الثقافة العربية والغربية:
من الصعب وضع التقسيم بين الحضارة والثقافة العربية والعالمية بسبب تعدد أوجه الحضارة العالمية. ولمقارنة أفضل وخاصة أنها تمثل حالة الاحتكاك الرئيسة مع الثقافة العربية نجد من المهم تقييم الأمر مقارنة بالحضارة الغربية.
هناك أمور مشتركة بين الحضارة العربية والغربية أهمها المنبت الديني والتراث الإغريقي والروماني المشترك. حيث شئنا أم أبينا نشترك معا في احتلال روما الطويل لحوض المتوسط والإغريق من قبلهم وتأثرهم السابق بالحضارة المصرية والعراقية. وبالمقابل فقد تم استيعاب الفكر الديني المسيحي من قبل الدولة البيزنطية وتمت محاولة قسطنطين توحيد الشرق بالغرب من خلال الدين والقسطنطينية. وحاول الاسكندر من قبل ذلك توحيد الشرق والغرب من خلال الزواج وربما نجح في ذلك أكثر من قسطنطين. وبعد ذلك نرى التوسع الإسلامي في الأندلس والتركي في شرق أوروبا واثر ذلك على الحضارة الغربية الحديثة.
أما أمور الاختلاف فتبدو منطلقة من الفرق العرقي فالغرب يعتبر نفسه جنس آخر يختلف عن الجنس السامي وقد استمر هذا الاختلاف خلال عصور المد الإسلامي أو التراجع وتغلف في النهاية بمنظومة جديدة للدين والفلسفة الغربية تشكل شبه نقيض للثقافة العربية الإسلامية.
لا يمكن إنكار التاريخ الدموي الطويل مع الغرب بشكل عام ومن الصعب تجاوز الحروب الصليبية وامتدادها مع فرسان القديس جون في مالطا واحتلال ليبيا ومن الصعب فصل ذلك عن الهجمة الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين. بل نرى الآن توجها نحو هجمة استعمارية جديدة.
العلاقة بشكل عام صراعية تشترك في الأسس الفكرية وتختلف في العنصر. ورغم ذلك استطاع اليهود اختراق الحاجز العرقي والديني ويهيمنون بشكل اكبر من حجمهم على منابت الفكر الغربية بل حتى مواقع القرار. فماذا يعني ذلك. كيف يستطيع الشبيه العرقي ( السامية افتراضا) للعرب اختراق الحاجز الثقافي والديني للغرب بينما تستمر العلاقة صدامية بين الإسلام والغرب.
الأسباب لا شك كثيرة: أهمها حجم الحضارة الإسلامية وتوزعها الجغرافي وتكوينها الحضاري التاريخي. الحضارة الإسلامية تمثل حضارة أصيلة في هيكل الحضارة العالمية بينما اليهودية تمثل كيانا طفيليا يعيش معتمدا على كيان آخر أصيل. فلو انقرض الغرب الآن لبحث اليهود عن حضارة أصيلة أخرى للانتفاع بها والاستفادة منها وهذا ما كان خلال سيادة الحضارة الإسلامية في أسبانيا.
الاختلاف بين الحضارة الإسلامية والغربية له أساس عرقي نما مع الوقت لنموذج خلاف ديني وتكونت مفاهيم معادلة صفرية بينهما. فإذا كسب الغرب يكون ذلك عادة عند تأخر المسلمين أو على حسابهم. وإذا كسب المسلمون يبدو ذلك على حساب الغرب. فهل يمثل ذلك حالة طبيعية أم أن هناك جانبا مخفيا.
لا شك أن هناك اختلافات جوهرية لكن كان هناك أيضا عصور من التفاهم والتعايش. ولو نظرنا للأسس المنطقية للفكر الإسلامي تراه مشتركا مع الغرب في الفكر الإغريقي. ولو حاولنا المقارنة الدينية لوجدنا الكثير من التشابه.
وهذا يعيدنا الى مقولة أن الصراع ينطلق من مواقف عرقية تجذرت بشكل مفاهيم تناقض رغم وجود المشترك. وذلك لا يعني ضرورة الصراع أو التعايش.
كيف يفهم الإنسان العربي معادلة الصراع أو الحوار:
فمن الناحية الفكرية والثقافية لا يكفي الاكتشاف الموضوعي للتشابه والمشترك. الأهم هو تكون الانطباع لدى الجمهور بمثل ذلك. وفي مرحلتنا الحالية لا يبدو أن الجماهير المسلمة أو الغربية تسير باتجاه التفهم بل إن صدام المرحلة يؤجج نار الصراع. وهذا يلزمنا تفسير الخارطة السياسية وكيف تتفاعل:
هناك مفهوم سائد على المستوى الشعبي العربي أن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص يستهدفون الإسلام والمسلمين والعرب ويطمعون في نهب ثرواتهم وتهديم معتقداتهم.
على مستوى الأنظمة هناك وقائع ومعطيات تؤكد الظن الشعبي وهناك قبول للموقف الغربي يتراوح بين قبول العاجز أو تعاون المتآمر.
على مستوى القوى السياسية والنخبة الثقافية هناك قناعة بصحة الإحساس الشعبي لكن هناك تيارا صغيرا متنفذا يعتقد بان مفاهيم الحضارة العربية الإسلامية قديمة ومن الأفضل استبدالها بمفاهيم عصرية تتناسب مع الطرح الغربي. وهناك قوى معارضة للاستسلام للطرح الغربي تتراوح بين المقاوم باعتذار الى المقاوم بانفصام تام عن الواقع.
وكما يبدو فان الظن الشعبي صحيح مع أن هناك تفاوت في ردود الفعل. وبشكل عام هناك شلل على المستوى الفعلي لإيجاد سياسة رد مناسبة ومعبرة عن محتوى الثقافة الإسلامية.
كيف يفهم الفلسطيني معادلة الصراع والحوار:
بالنسبة للفلسطيني المسالة مختلفة نوعا ما ومن الطبيعي أن تختلف الشعوب العربية الإسلامية حسب موقعها وتجربتها.
الفلسطيني يرى الدور الإسرائيلي واضحا في السياسة الغربية وهو يدفع ثمن هذا الدور من حياة أبنائه ومن مستقبله السياسي والعلاقة بين الثمن الذي يدفعه الفلسطيني والدور الإسرائيلي تجعل الفلسطيني يفكر دائما بوسائل الخروج من الزجاجة. وبشكل عام فان تجربة الفلسطيني المريرة تجعل ردود فعلة تجارب للاختبار وقد تعلم الفلسطيني كثيرا.
تعلم أولا أن الصراع ليس سياسيا أو على الأرض فقط وإنما صراع وجود مادي وثقافي. وبينما يتعرض الفلسطيني لمعركة الإذابة الحضارية أو التهجير فان الصمود الفلسطيني يحمل معادلة التوازن بين البقاء والمقاومة على المستوى الفكري وليس المادي فقط.
وقد نتج عن ذلك مفاهيم جديدة تعرف الصمود بشكل لا ينطبق بالضرورة مع المقاومة المسلحة مع انه يشترك معها بمساحة شاسعة. مع الأخذ بالاعتبار أن فكرة الصمود اشمل.
الفكرة الأخرى الراسخة في الذهن الفلسطيني هي زوال الاحترام الفكري للمحتل مع أن العادة أن تميل الشعوب المستعمرة لتقليد أعدائها في الكثير من سلوكهم وتقدر بشكل غامض وضمني حضارة الخصم( مثلما هي الحال مع الاستعمار الأوروبي في العالم العربي فمع أننا جميعا نهاجم الغرب الاستعماري إلا أن الكثيرين يحبون مكتشفات الغرب وإبداعه العلمي والتكنولوجي).
بالنسبة للفلسطيني فقد مرت فترة الدهشة والإعجاب المتخفي واستبدلت في الانتفاضات المتتالية منذ عام 1987 بحالة كراهية واحتقار حقيقي. والسبب اكتشاف الفلسطيني مدى خداع وكذب العدو ومدى انحطاط وسائله وكيف يسرق حق الأخر ويعمل بمفاهيم تتناقض مع كل ما يدعي انه المثل الأعلى له.
عاشق الورد- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
عدد المساهمات : 1189
تاريخ التسجيل : 28/05/2009
العمر : 39
رد: الثقافة العربية والعالمية:
مشكووووووووووووور
يعطيك الف عافية
تقبل مروري
يعطيك الف عافية
تقبل مروري
good day to die- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
عدد المساهمات : 300
تاريخ التسجيل : 31/05/2009
العمر : 33
مواضيع مماثلة
» موضوع عن القهوة العربية
» مختصر عن الكتابة العربية
» اسماء الفناجين العربية وميزة كل واحد منها
» شبيبة فتح تفوز بانتخابات مجلس طلبة العربية الأمريكية
» اللغة العربية .. مهمشة بشكل مبرمج في مؤسسات إسرائيل الرسمية
» مختصر عن الكتابة العربية
» اسماء الفناجين العربية وميزة كل واحد منها
» شبيبة فتح تفوز بانتخابات مجلس طلبة العربية الأمريكية
» اللغة العربية .. مهمشة بشكل مبرمج في مؤسسات إسرائيل الرسمية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى