غزلان الجنوب” يستضيف الامعري على استاد الحسين لاول مرة منذ سنوات في مباراة <الصدارة>

متصدر اللائحة بالعلامة الكاملة يحل ضيفا على صاحب المركز الثاني شباب الظاهرية في مباراة قوية يسعى من خلالها الامعري للحصول على العلامة الكاملة والانفراد بالصدارة كونه الفريق الوحيد الذي لم يفقد أي نقطة حتى الان وهو الفريق الذي يستطيع الاطباق على الصدارة اذا ما فاز في اللقاء بغض النظر عن النتائج الاخرى، شباب الظاهرية ايضا من جهته يحتل المركز الثاني على اللائحة ويسعى لمواصلة احتلال مركز متقدم وربما يستطيع المنافسة على الصدارة في حالة فوزه على الامعري. واعتقد هنا ان الصدارة بالنسبة للغزلان ليست العنوان في هذه المرحلة بقدر ما ان يكون العنوان تحقيق الفوز على الامعري في مباراة خارجية يمكن من خلالها الحصول على ثلاث نقاط غالية في مشوار البحث عن مقعد بين الكبار. المباراة تجري في التاسعة مساءا على استاد الحسين بن علي بالخليل بعد ان اصبح يستقبل مباريات الدوري عقب افتتاحه يوم الخميس وبالتالي هذه هي المباراة الاولى للامعري خارج الديار بعد ان لعب في الجولتين الاولى والثانية على ارضه، اما الظاهرية فهذه هي مباراته الاولى في الخليل .
بداية مرضية
لا شك ان الحصول على العلامة الكاملة يعني ان الفريق بخير من الناحية النظرية فالامعري في جعبته 6 نقاط من مباراتين وهو الفريق الوحيد حتى الان الذي يحافظ على عذرية شباكه فسجل مهاجموه خمسة اهداف فيما حافظ النجم محمد شبير على شباكه نظيفة على مدار مباراتين. من هنا يظهر لنا ان الامعري متفوق على بقية الفرق كونه الفريق الوحيد الذي حصل على العلامة الكاملة وهو من يستطيع ان يصل للنقطة التاسعة مع نهاية هذه الجولة دون غيره، اضافة لذلك فهو الفريق الوحيد الذي لم يتلقى مرماه أي هدف حتى الان. هجوم الامعري ايضا سجل خمسة اهداف في مباراتين وهي نسبة مقبولة مع بداية الدوري. شباب الظاهرية بعد مباراة الافتتاح مع بطل الدوري على ارضه والعودة بنقطة من هناك استطاع وفي مباراة خارجية في الجولة الثانية العودة بثلاث نقاط ليصل رصيده للنقطة الرابعة متساويا مع وادي النيص ومتقدما عنه بفارق الاهداف ليحتل المركز الثاني. هجوم الغزلان اصاب شباك منافسيه خمس مرات كما هو حال الامعري وتلقى مرماهم هدفين من ضربات ثابتة مما يعني ان دفاع الفريق بخير.
الامعري خارج الديار
رغم ان الامعري حصل على العلامة الكاملة ورغم فوزه على بيت امر في الجولة الثانية، الا ان الفريق لم يظهر بالمستوى الذي ظهر به في مباراته الاولى ضد الثقافي. فكان خط دفاعه مكشوفا وعانى من ضعف في منطقة الدفاع وخاصة في الميسرة. كما كان خط الظهر سهل الاختراق ولولا براعة الحارس شبير ورعونة التهديف لمهاجمي بيت امر لكانت نتيجة المباراة تختلف عن ما انتهت عليه. اضافة لذلك يمكن القول ان الفريق وبعد تسجيله هدفا مبكرا تراجع اداؤه واصبح لاعبوه يحاولون الاستعراض ولم يكن اللعب ايجابيا مما ادى لدخول المباراة لمنعطف كاد يكلف الفريق ما لم يكن بالحسبان. وهذا النوع من الاداء يؤثر على الفريق خاصة عندما يلعب على ارضه وبين جماهيره التي يكون هدفها الاول النتيجة ومن ثم العرض فعدم تحقيق نتيجة ايجابية يدخل الجماهير في مرحلة من الهيجان تؤثر سلبا على فريقها ولا يستطيع التعويض في فرصة سانحة للفوز خاصة في ظل اللعب على ارضه وبين جماهيره.
وربما يعزى اختلاف الاداء الى عدم ثبات التشكيلة التي اختلفت عن تشكيلة الفريق في مباراته الاولى وخاصة في خط الظهر. وهذه المرة تختلف عن سابقاتها لان الفريق يلعب خارج ارضه ومع فريق يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ستهتف بشدة لفريقها وعلى طول فترات المباراة. فهنا لا يوجد مجال للمغامرة ويجب ترتيب الاوراق قبل المباراة خوفا من خروج الامور عن السيطرة اثناء سير المباراة.
الظاهرية تطور في الاداء
لا شك ان الفوز يعطي دفعة معنوية للفريق وللجمهور والبداية الموفقة التي بدأها الغزلان جعلت جماهيرهم تزداد التفافا ومناصرة فبعد الاداء المقنع امام وادي النيص في مباراة الافتتاح كان الاداء المقنع امام العبيدية عندما استطاع الفريق طمأنة جماهيرهم على نتيجة المباراة منذ الشوط الاول. هذه النتيجة دلت على تطور اداء الظاهرية والارتفاع المطرد في الاداء وهذا ما سيجعلهم يؤدون مباراة قوية امام الامعري ليواصلوا تقديم عروض مقنعة بل وليواصلوا تطوير ادائهم وعدم الدخول في حسابات معقدة من البداية. ولا شك ان عاملي الارض والجمهور سيكون لهما اثر في دفع الغزلان لتقديم اداء يرضي طموح الجماهير الغفيرة التي ستمتلىء بها مدرجات استاد الحسين الدولي.
سرعة اصحاب الارض في مواجهة هدوء الضيوف
التقى الفريقان في الجولة الرابعة من دوري الراحل محمود درويش وانتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق وكانت حينها بداية الفريقين مقنعة وكان كل منهما يحتل موقعا متقدما على اللائحة. هذه المباراة يحتل اصحاب الارض المركز الاول والضيوف في المركز الثاني، لذا ستكون المباراة قوية وخاصة من طرف الامعري الذي سيحاول مدربه علاج الاخطاء التي ظهر بها الفريق في مباراته الاخيرة وخاصة خط الظهر الذي ان ظهر بنفس الطريقة فسيسهل من مهمة هجوم الغزلان الذي لن يفوت مثل هذه الفرص كما فعل بيت امر فكل من يوسف عيسى واحمد واكد راسي حربة الظاهرية سجل خلال مباراة فريقه السابقه حتى ان احمد واكد سجل ثنائية في مرمى العبيدية ويمتاز بالسرعة التي تمكنه من استغلال انصاف الفرص التي لا تسنح كثيرا في مباراة كبيرة مثل التي يخوضها فريقه امام الامعري. خط وسط الامعري يعتبر من اقوى الخطوط لكنه عانى من البطئ في مباراته الاخيرة عدا انطلاقات النجم سليمان العبيد التي كانت تشكل الخطورة على الخصم لو استغلت جيدا.
اما الظاهرية فسيلعب في هذه المباراة بثقة مع ابداء بعض الحذر وعدم الاندفاع بشكل يمنح الامعري المساحات التي تلزمه لتحضير هجماته خاصة في منطقة الوسط التي تعتبر مفتاح لعب الامعري في ظل تواجد العبيد وكوارع وعبد الله وابو غرقود. فاذا منحت المساحات لكل من العبيد وعبد الله وخاصة على الاطراف فهذا يعني التسليم بالنتيجة لان الخطورة تكمن في انطلاقات هذين اللاعبين اللذين يجيدان العرضيات والتعامل مع الكرات داخل الصندوق في حين تجد احسان صادق متربصا داخل منطقة المناورة وربما عايد جمهور او علي سليم.
اذا يتضح من هنا ان الظاهرية سيعمل على تضييق المساحات وهذا يتطلب كثافة في خط الوسط وتقارب خطوط الفريق وعدم الاعتماد على الكرات الطولية. غسان بلعاوي لديه كوكبة من النجوم التي يمكن ان يلعب بها ولديه اكثر من لاعب في كل مركز وهذا ما يؤثر احيانا على اداء الفريق من عدم وجود ثبات في التشكيلة وعليه سيبدأ بتكليف محمد شبير بمهمة مواصلة الحفاظ على عذرية شباكه ومواصلة الصحوة بحيث احيانا تشعر ان شبير يلعب كقلب دفاع في الامعري ولديه مهام دفاعية وهذا قلما نجده لدى كثير من حراس المرمى. النجم المتالق المدافع وصاحب هدفين من مباراتين قائد الخط الخلفي حسام وادي سيتكفل بقيادة خط الدفاع امام فريقه السايق الذي يعرفه جيدا ويعرف لاعبيه وبجانبه ربما الزغارنه ايضا الذي يعرف فرقه السابق جيدا وخالد مهدي واحمد عايدية لينضموا لكتيبة الربط بقيادة المايسترو معالي كوارع وملك الكنترول سليمان العبيد والنجم الصاعد احمد عبد الله وربما علي سليم او عايد جمهور وفي المقدمة احسان صادق وابو غرقود الذين سيتمتعون بهدوء ضروري لامتصاص حماس الخصم المندفع بمؤازرة انصاره وربما ينجح لاعبو الامعري بذلك كون فريقهم يضم عددا من لاعبي الخبرة.
شكري العقبي الذي حصد ثلاث نقاط في اول اطلالة له مع الغزلان هذا الموسم لن يكون بعيدا عليه الوصول للنقطة السابعة وبالتالي دخول مرحلة من الاستقرار التي تعطي الفريق دفعة في قادم المباريات. وقائمة الظاهرية تخلط بين عنصري الشباب والخبرة وهذا ما يمنح الفريق تفوقا في كثير من الاحيان اذا تم خلق الانسجام وتسخير الخبرة في توظيف قدرة الشباب على الانتاج في ارض الملعب. وليد قيسية وصحبه سالم الاطرش ومفيد الجبارين وهلال الصانع والعبرة والصانع وابو بلال واسماعيل قاسم والقصاص ونجمي خط المقدمة يوسف عيسى واحمد واكد باستطاعتهم حصد اول ثلاث نقاط بيتية للظاهرية اذا ما كان ادائهم جماعيا واحسنوا الانتشار في الملعب وكانت خطوطهم متقاربة وابتعدوا عن الرعونة والككرات العشوائية. ويغيب عن الظاهرية هادي عطا الذي خرج امام العبيدية بالبطاقة الحمراء كما لا زال يغيب عن صفوف الامعري النجم ايمن الهندي الذي يتعافى تدريجيا من اصابة. اذا مهمة الظاهرية صعبة كون الخصم عنيد حتى وان كانت المباراة بيتية لكن الفريق قادر على احداث الفارق وتجاوز عقبة الامعري ميدانيا وتخطيه على اللائحة وخطف الصدارة مؤقتا قبل ان يستضيف فريقا عنيدا اخر في الجولة المقبلة الا وهو جبل المكبر. اما الامعري بنجومه فاعتقد ان لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع كافة الظروف وتقديم الاداء اللائق سواء كانت المباراة بيتية ام خارجية وعليه فليس صعبا عليه هو ايضا ان يستمر في تحقيق العلامة الكاملة والوصول للنقطة التاسعة والاطباق على الصدارة قبل مواجهته المنتظرة على ارضه في الاسبوع المقبل مع شباب الخضر. المباراة صعبة وستكون سريعة خاصة من طرف الغزلان الذين سيكونون ندا قويا للامعري. فهل يستثمر الغزلان عاملي الارض والجمهور لالحاق اول هزيمة بالامعري ام ان الامعري سيثبت تفوقه سواء لعب في الديار ام خارجها او ان نتيجة التعادل ستتكرر هذا الموسم ويفقد كل منهما نقطتين. لا شك ان 90 دقيقة من الاثارة والندية هي من ستحدد هوية متصدر اللائحة مع نهاية الجولة الثالثة.