الفراعنة في مهمة صعبة لمحاولة محو ذكريات الماضي

عكس أغلب البطولات القارية تقام بطولة الأمم الإفريقية كل عامين وهو عامل في صالح الكرة الأفريقية بلا شك التي تتطور من حين إلي أخر ويغزو الأفارقة كافة أرجاء أوروبا لأسعارهم الزهيدة وطموحاتهم في الانطلاق إلي أوروبا الأفضل حالاً من دولهم الأفريقية.

من المحتمل إذا كنت منتخب أفريقي قوي وأقيمت بطولة الأمم الأفريقية علي أرضك أن تفوز بها وقد حدث ذلك مع المنتخب التونسي عام 2004 ومع المنتخب المصري 2006 ولكن أنجاز الفراعنة بقيادة المعلم حسن شحاتة في الفوز ببطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت بغانا عام 2008 الذي ولد من رحم المستحيل كان بحق أفضل رد علي كل من شكك في أن المنتخب المصري أقتنص بطولة إفريقيا عام 2006 بعاملي الأرض والجمهور فقط.

وتاريخ المنتخب المصري في بطولة الأمم الأفريقية حافل بالانجازات حيث حقق ست بطولات أمم أفريقية وكان له السبق في الحصول علي أول بطولة للأمم الأفريقية عام 1957 وكان له رقم قياسي جديد وهو أول منتخب يفوز بالبطولة عامين متتاليين حيث فاز بالبطولة عام 1959.

وكانت البطولة الثالثة للمنتخب المصري عام 1986والتي أستطاع جيل طاهر ابوزيد أن يقتنصها وقد أن أقيمت بمصر.وجاءت البطولة الرابعة علي يد الأسطورة المصرية محمود الجوهري وبقيادة الهرم الرابع المصري حسام حسن وأحمد حسن وحازم امام حين حصل عليها من بوركينا فاسو بعد أن فاز علي منتخب جنوب إفريقيا-مستضيف كاس القارات والمونديال-بهدفين نظيفين أحرزهما أحمد حسن وطارق مصطفي.

ولم يكن الأمر مستبعدا أن يفوز المنتخب المصري بالبطولة الخامسة والتي أقيمت بمصر بعد صراع مع منتخبات الكوت ديفوار والمغرب ليحقق المنتخب المصري رقماً قياسياً كأكثر فريق حقق البطولة ويضع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب ضمن قائمة المدربين الحاصدين للبطولة الأغلى في أفريقيا.

وعاد حسن شحاتة ليحقق رقما قياسيا جديدا له باعتباره ثاني مدرب يحصل علي البطولة علي التوالي ويعزز رقم مصر القياسي في حصد البطولات الإفريقية بعد أقتنص البطولة السادسة من غانا ومن بين فكي الأسد الكاميروني بعد أن فاز عليه بهدف نظيف.

ولم تكن مشاركة مصر في كاس القارات 2009هي المشاركة الأولي للفراعنة وأنما المشاركة الثانية حيث قد سبق لمصر أن شاركت عام 1999بعد أن حصدت لقب كأس الأمم الأفريقية عام 1998من بوركينا فاسو.

وفي المشاركة الأولي للمنتخب عام 1999 خرجت مصر بشكل مؤسف من البطولة بعد نتائج مخيبة للآمال في الدور التمهيدي من كأس القارات حيث واجهت بوليفيا في المباراة الأولي وتعادلت بهدفين لمثلهما وأحرز هدفي المنتخب المصري وقتها عبد الستار صبري وياسر رضوان.

وفي المباراة الثانية كانت المواجهة مع المنتخب المكسيكي نجح المنتخب المصري في التعادل مرة أخري وبهدفين لمثلهما حيث وقد أحرز هدفي التعادل للمنتخب المصري سمير كمونة وابراهيم حسن.

وجاءت أخر المباريات أمام المنتخب السعودي لتطيح بكل انجازات المنتخب المصري في ذلك الوقت حيث انتهت المباراة بهزيمة المنتخب المصري بخمسة أهداف مقابل هدف وكان حكم اللقاء وقتها الباراجواني اكوينو ابالدو الملقب بالجزار قد قام بطرد ثلاثة لاعبين مصريين وهم المدافع سمير كمونة وعبد الستار صبري لاعب الوسط وحازم أمام مهاجم المنتخب وقد أحرز أهداف المنتخب السعودي مرزوق العتيبي بواقع أربعة أهداف وأبراهيم سويد هدف وحيد فيما أحرز الهدف الوحيد للمنتخب المصري سمير كمونة من ركلة جزاء وخرج المنتخب المصري من البطولة برغم أن التعادل مع المنتخب السعودي في ذلك الوقت يمنحه بطاقة التأهل مباشرة إلي الدور نصف النهائي بعد أن فاز المنتخب المكسيكي علي المنتخب السعودي بخمسة أهداف مقابل هدف وكذلك فشل المنتخب السعودي في الفوز علي المنتخب البوليفي وتعادلا سلبيا.

وكانت أبرز تداعيات الخسارة الكبيرة التي لحقت بالمنتخب المصري هي إقالة الجهاز الفني بالكامل بقيادة محمود الجوهري ثم أستتبع ذلك بإقالة اتحاد الكرة المصري عن طريق المجلس الأعلي للشباب والرياضة حينها وتم تعيين مجلس جديد بقيادة اللواء حرب الدهشوري وقام باستقدام المدير الفني الفرنسي جيرار جيلي للمنتخب.

ولا يرغب المعلم حسن شحاتة أن تكون محطة كأس القارات هي النهاية بالنسبة له خاصة أنها كانت النهاية للجوهري الذي حقق بطولة الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو ولم يشفع له ذلك بعد الهزيمة السعودية.

وسيذهب المنتخب المصري إلي جوهانسبرج وهو متأثر بهزيمته من المنتخب الجزائري بمدينة بليدة الجزائرية بثلاثة اهداف مقابل هدف في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بعد أداء متواضع ظهر عليه المنتخب في الشوط الثاني وقد أرجع الخبراء ذلك إلي ضعف فترة أعداد المنتخب حيث قام بعمل معسكر أعداد في دولة عمان تبع ذلك أقامة مباراة ودية أمام المنتخب العماني وفاز بها المنتخب المصري.

وستكون أمام حسن شحاتة فرصة ذهبية لمحو الهزيمة الجزائرية من مخيلة الشعب المصري وكسب الثقة من جديد بينه وبين الجماهير خاصة أن كاس القارات ستكون أفضل أعداد للمنتخب أستعداداً للتصفيات الأفريقية .

وهذة المرة لن يكون المنافس في المجموعة مكسيكي او بوليفي الهوية بل سيكون عملاقاً حيث سيوجه المنتخب المصري نظيره البرازيلي وكذلك سيواجه المنتخب الايطالي وأيضا المنتخب الأمريكي ومن المؤكد أن هذه المواجهات ستكون من الصعوبة بمكان أن يخرج منها المنتخب المصري بالفوز بسهولة خاصة في ظل الحالة النفسية التي يعاني منها المنتخب حالياً بعد هزيمة الجزائر.

ولا شك ان المنتخب المصري لديه العديد من الأوراق الهامة التي يعتمد عليها فهناك الموهوب محمد ابو تريكة لاعب الأهلي المصري وكذلك هناك كابتن المنتخب ولاعب الأهلي المصري أحمد حسن وهناك أحمد فتحي لاعب الاهلي في الجهة اليمني وفي الدفاع لا بديل عن وائل جمعة ومعه هاني سعيد وفي الهجوم سيكون لاعب بروسيا دورتموند محمد زيدان متواجداً بخبرته الألمانية.

وإذا أضفنا الطموح الذي يجب أن يتواجد مع الرغبة في محو ذكريات الماضي في بطولة كأس القارات ومساندة الجماهير المصرية ودعم إتحاد الكرة للمنتخب وإخلاص اللاعبين في الملعب فإنه يمكن أن يحقق المنتخب المصري انجازا يتحدث عنه العالم خاصة مع التكتيك الذي سيلعب به حسن شحاتة .

ولا يجب أن ننسي أن مثل هذة المباريات القوية التي في انتظار المنتخب هي من تصنع النجوم والمفاجآت وعلي المنتخب المصري أن يستغل ذلك جيدا لكي يسعد الشعب المصري من جديد حيث أن هذا الشعب تعود علي الأفراح والاحتفالات من المنتخب المصري مؤخراً.