الرياضة تجب ما قبلها بقلم : خليل الرواشدة

عشنا عصر وظلام رياضي دامس لم يمنح هذا الشعب سوى اتباع العالم وانتظار الاحداث الرياضية العالمية وانقسم الشعب الى مدريدي ريالي واخر برشلوني واجزاء تناثرت في ايطاليا واخرى زارت ربوع الانجليز على امل ان يحدث القليل مما اتبعوه على ساحاتنا الفلسطينية، حتى اشرقت حرية على الاتحادات الماضية التي منعت التجوال عن اي مظاهر رياضية في الوطن ليبرز ذاك الرجل السياسي الذي عاش زمن طويل عمل بعيدا عن هذا المجال بكل الصور المتشابهه في القيادة والمخالفة في النوع ليفرض جو خيم على ملاعبنا واظهر معالم يستحق ان تقف لحظات تامل واحترام لمسارها واشتعلت الحياة الرياضة لتصل قلوب الرياضيين والعشاق وتبرز المنافسة بشتى انواعها مما قلب رأي الشارع العام وتأمل بكل الظواهر التي تمنح فرصة الالتمام بمزايا العالم الخارجي في هذا الجانب، وما جعل ذلك سهلا للاستيعاب والجدية شخصية تلك القيادي السياسي البارز التي ضمنت المساروتجلت صورة الانسجام لنتبع وبدون تردد هذه الظاهرة وراء تلك الشخصية مغمضي العينين

كانت تلك الشخصية معروفة للجميع بشدة الحسم وقناعة العدالة وعدم اتباع اي سلسلة ملتوية ولا ينسى احد ان طبيعة العمل الذي كان بحوزتها من جانب السياسة والامن ظهر جليا في ملاعبنا التي امتازت بنظام امني تبع الشخصية وكان ايضا لعلاقتها بالوضع الداخلي دور كبير في الترويج والدعم المادي ومشاركة جهات كبيرة في هذا الجانب وبالوضع الخارجي ايضا الذي جلب اهتمام الجميع ومنح ثقة الجهات الرسمية وغيرها من اعتبار هذا العالم الذي كان بعيدا عن الامل الذي نعيشه، وصبت هذه الشخصية اهتمامها في انجاح المشروع الرياضي والهجوم على كل من يحاول المساس بالحراك الرياضي او تعثر الاجندة الرياضة التي كان شعارها رفع اسم هذا الوطن العظيم بقيادته وشعبه في جميع المحافل الدولية والعالمية

اقتنع الكثير بان هذا النجاح الرياضي هو امتداد لمعالم وطبيعة الشخصية وصفا بما عاشته، وبات الكثيرين لا يخشون او يفكرون باي مما عاشوه في الفترات السابقة، وعمل الجميع على ان يعيش الحياة الرياضية ضمن جدول منظم يتبعه حشد هائل من العرفان لتلك الشخصية التي طمس الاعلام كل معالمها السياسية واخذت دور رياضي مرموق وصلت رياحه الى كل اطياف العالم وامتد الى التطوير وركوب سلم النهوض في حوافز المجال الرياضي وتاملنا الكثير في باحات الجدول التصنيفي لباقي المصافات في زمن خيالي وسط حلم زمني قريب يستحق فيه وقفة احترام على هذا الانجاز الكبير

ولكن ما حدث اليوم في غزة كان ضربة وصعقة هزت عرش كل من في جعبته ذرة احساس وعشنا ساعات عصيبة امتدت ولحظات حياتنا وشعر بها الجميع الذين اخذوا كل ما لديهم ليكون تعبيرا عن ما حدث ولكن الصدمة التي جالت ملاعبنا هي قيام بعض الاندية بخوض الاسبوع التاسع عشر في دوري الراحل محمود درويش في مختلف ملاعبنا الفلسطينية وسط شائبة واضحة من الخجل للقيام بذلك العمل الغير مقبول ولا يعبر عن اي مظهر من المظاهر التي اعتاد عليها هذا الشعب وتبع ذلك غضب من البعض واستياء من البعض الاخر وتطاولت ألسنة السوء وانجرحت مشاعر الثقة تبعا لما حدث، وما اوصلنا الى ذلك هو اين قرار تلك الشخصية استنادا الى ماضيها في هذا المجال ولماذا لم يشمل البيان قرار التأجيل والذي يعد ابسط ما يستطيع تقديمه من اسرة العالم الرياضي، نتمنى بان تكون اللحظات القادمة فجرا على غزة وهونا على هذه الجولة بامل ان يكون هناك قرار باتجاه ما حدث وان نعيش شخصية متكاملة كما اعتدنا عليها بعون يصل اطياف الجميع في كافة الاتجاهات.